الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

رغم الاحتجاجات والطعونات في شرعية الجمعية المنظمة مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد ينتظم في ظروف شبه عادية


 شهدت الدورة الثانية والثلاثون لمهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد التي انطلقت يوم الجمعة 19 أكتوبر الجاري موجة من الاحتجاجات في حفل الافتتاح من قبل عدد من الأطراف بالجهة الذين اتهموا هيئة المهرجان الحالية بمحاولة الالتفاف على هذه التظاهرة الثقافية الدولية.
 احتجاج بعض مكونات المجتمع المدني والسياسي والثقافي في الافتتاح الرسمي للمهرجان ناتج بالخصوص عن رفضهم لجمعية الشعر العربي الحديث. فقد وصفوا الأطراف التي نظمت هذه التظاهرة بأن هدفها هو الانقضاض على المهرجان واتّهموا الجمعية بأنها تعمدت إقصاء بعض شعراء الجهة. شهد حفل افتتاح التظاهرة غياب وزير الثقافة الذي كان من المفروض أن يلقي كلمة ويشرف على بعض الفقرات بالمناسبة خاصة بعد أن أصبح هذا المهرجان دوليا انطلاقا من الدورة الحالية وفي المقابل تم تسجيل عدد هام من الشعراء التونسيين والعرب والأجانب الذين قدموا إلى ربوع الجريد ليحتفوا بالشابي وقضايا التحرر.
قراءات شعرية و4 جلسات علمية
ورغم احتجاجات البعض من المجتمع المدني والمهتمين بالشأن الثقافي فإن ذلك لم يمنع من انطلاق التظاهرة التي ضمّت معرضين الأول للكتاب من تنظيم دار الوطن بالمغرب والثاني للخط العربي للخطاط أمين سلام ليفسح المجال بعد ذلك لقراءات شعرية أثثها كل من خالد الشوملي من فلسطين والشاعرة الإيطالية كارولينا وأبو صبيح من الأردن وفضيلة مسعي وخير الدين الشابي ومعز العكاشي وبلقاسم الشابي لتنطلق بعد ذلك الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور محمد الغزالي واستمع خلالها الحضور إلى مداخلتين الأولى بعنوان الشابي مسار شعري تحرري لا يموت أعدها الدكتور عبد السلام فزازي من المغرب والمداخلة الثانية ألقاها الدكتور جلال خشاب من الجزائر تضمنت قراءة في مسودة أغاني الحياة تبعها نقاش حول مضامين المداخلتين وبعد الظهيرة زار ضيوف المهرجان روضة الشابي ثم تحولوا إلى منتزه جنة عدن أين تمت إقامة أمسية شعرية شارك فيها ثلة من الشعراء من تونس والدول العربية والأجنبية تخللتها وصلات موسيقية لفرقة المالوف بتوزر.
ضم البرنامج الجلسة الموالية مداخلة اهتمت بالشعر وسلطة المقدس وألقاها الأستاذ عبد الدائم السلامي من تونس في حين تعلقت المداخلة الثانية بالشابي ذاكرة أجيال أعدها الدكتور علي خفيف من الجزائر وتميز برنامج اليوم الثاني بإقامة مداخلة ثالثة اهتمت بالمنحى النقدي في الخيال الشعري عند العرب قدمها الدكتور صالح فرحان من لبنان ليتحول الضيوف بعد ذلك إلى الكوفة الصغرى نفطة أين زاروا متحف الحضارات العربية والبربرية وتوقفوا عند مختلف مكوناته التي أعجب بها الضيوف إلى حد الانبهار بهذه المحتويات الفريدة من نوعها كما تجول الضيوف بمختلف المعالم السياحية في نفطة لاسيما المدينة العتيقة وما تبرزه من فن معماري تتميز به مدينتا توزر ونفطة عن غيرهما من المدائن الأخرى كما تمت زيارة روضة الشابي الشاعر الخالد. ولربط الجانب الثقافي بالجانب الترفيهي واكب ضيوف المهرجان سهرة موسيقية أحيتها فرقة أولاد المناجم المشهورة بأغانيها الملتزمة.
اليوم الاختتامي وتوقيع إتفاقيات شراكة
 ورغم الإحتجاجات ضد جمعية مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد التي نظمت هذا المهرجان الدولي تواصلت التظاهرة الثقافية لاسيما الجلسات العلمية والقراءات الشعرية بصفة عادية. الشعراء والنقاد والأساتذة الجامعيون اعتبروا من جهتهم أن هذه المحطة الثقافية كانت ناجحة ومثّلت فرصة هامة لهم لمزيد التعرف على حنايا الشعر العربي الحديث.
وقد شهد اليوم الختامي توقيع اتفاقيات شراكة في جو احتفالي بين جمعيتي مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد.
 الهادي زريك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق