في الملتقى الدوري لنادي القصة
فوز مجموعة "مدينة الأسرار" للتابعي الأخضر وحجب جائزة القصة الواحدة
من اجل مزيد تعميق النظرة حول الاستفادة من الأدب الشعبي لتجذير الكتابة القصصية في بيئتها الفكرية وتبيين أفضل السبل لمزيد العمل على حضور الفكر التونسي في واقع الإنسان وإسهامه في التعبير عن طموحاته نظم النادي الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية
الملتقى الدوري عدد 18 لنادي القصة الذي تناول موضوع "الكتابة القصصية والأدب الشعبي" وكان في برنامجه تكريم الأديب جلول عزونة والأديبة هند عزوز ولكن تعذر الحضور على هذه الأخيرة.
افتتح الكاتب احمد ممو رئيس النادي الثقافي ابو القاسم الشابي هذا الملتقى الذي حضره عدد كبير من الكتاب والشعراء والمثقفين بكلمة فسّر فيها أسباب عقد الملتقى في مقر النادي على غير العادة وقال انه يعود إلي ظروف تهيئة المركز الثقافي الدولي بالحمامات والإمكانية المالية الضعيفة للنادي.
وقال:" سعى النادي إلى مواصلة نشاطه رغم نقص التجهيزات بعد عملية السرقة والنهب التي تعرض لها على اثر الثورة ورغم تقلص دعم وزارة الثقافة وتمكن من ضمان انتظام الجلسات الأسبوعية ومنتدى مطارحات أدبية وصدور مجلة الناي" قصص" والإيفاء بطباعة المجموعة القصصية الفائزة خلال مسابقة الموسم الماضي وتنشيط موقع النادي على الانترنيت."
اختارت الهيئة المديرة للنادي ان يكون محور الندوة" الكتابة القصصية والأدب الشعبي" وذلك حرصا منها على ربط الكتاب القصصي في تونس بالمعين الذي ما انفكت تستقي منه خصوصية المخيال والذاتية الحضارية لهذا الشعب.
وقدم الأستاذ محمود طرشونة في الجلسة الأدبية أول مداخلة بعنوان"مائة ليلة وليلة" إشكالية الأصول وتحدثت الأستاذة فوزية صفار الزاوق عن مقومات القص والبطولة من خلال سيرتي عنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن في علاقتها بالكتابة القصصية المعاصرة. وحاضر الدكتور نور الدين بن بلقاسم عن مقومات البناء القصصي في الأمثال الشعبية وشفعت هذه المداخلات بحصة نقاش.
أما الجلسة الأدبية الثانية فقد استهلّها الأستاذ جلول عزونة بالحديث عن" الحياة الشعبية في كتاب تحولات الحمار الذهبي لابليوس وتناول عمر بن سالم موضوع "دور المثال الشعبي في التوارد السردي حكايات أمي صالحة نموذجا" وتعرض الأستاذ عبد الكريم الغرابي في مداخلته إلى موضوع الرواية في تحولات الحمار الذهبي.
تم خلال الملتقى أيضا الإعلان عن نتائج مسابقات القصة القصيرة التي اعتاد النادي تنظيمها سنويا وقد تقدم لها خلال العشر سنوات الأخيرة قرابة 292 قصة قصيرة و83 مجموعة قصصية ولاحظ رئيس نادي القصة الكاتب احمد ممو فتور همة المقبلين على المشاركة في هذه المسابقات وعدم انتظام الأسماء التي سبق لها الفوز بجوائز في كتابة القصة بما يؤكد دخولها الساحة الثقافية بعزيمة فرض حضورها تواصلا للأجيال لذلك تم حجب جائزة القصة الواحدة حيث لم يتعد عدد المشاركات الثمانية فقط في حين كان عددها يتراوح بين 20 و30 مشاركة وهذه المشاركات الثمانية لم ترق ولو واحدة فيها إلى مستوى النشر في مجلة قصص لذا تم حجب الجائزة.
أما بالنسبة إلى المجموعات القصصية فقد تلقى النادي أربع مشاركات فقط بعد ان كانت تتجاوز العشر وتم اختيار مجموعة"مدينة الأسرار" للكاتب التابعي الأخضر لتميزها وقد حصل كاتبها على مبلغ مالي قدره الف دينار وسيتم طبعها على حساب نادي القصة.
علياء بن نحيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق